ما الحكمة من تحريم التعارف بين الجنسين في الإسلام

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباح / مساء الجميع بكل خير

،،

ما الحكمة من تحريم التعارف بين الجنسين في الإسلام ؟!

كثيراً ما يتردد إلى أذهاننا هذا السؤال ..
خصوصاً مع بدء ظاهرة الطلاق بشكل كبير بسبب عدم وجود الحب بين الطرفين
والآن أقرأ مقال ذكر فيه :-
( كيف لنا أن نأتي بشخصين غريبيين عن بعضهما وضعهم في بيت واحد ثم نقول : يالله حبو بعض وعيشوا سعداء وأنجبو أطفالاً)

وكأن فيه فيه اعتراضاً على تشاريع الاسلام ..
قد يآتي البعض ويقول الكاتب لم يقل أو يقصد هذا لأن الاسلام وضع فترة خطوبة

ولكننا بالفعل نعلم أن كلمة غريبيين هنا لم يقصد بها أي لا يعرفان بعضهما ابداً
بل يعرفان بعضهما ولكن بالنسبة له ( بشكل غير كافي )

أولاً وقبل الخوض في الرد .. يجب أن نؤمن بأن تشاريع الاسلام وضعت لحكم
ونحن يجب أن نعمل بها وإن لم نفهم بعضها .. فذلك يكون لقصور العقل الإنساني
فخالق عقولنا هو مُشرع الدين سبحانه وتعالى

عندما نضع هذا السؤال أمام أعيننا هل نظرنا إلى الأسباب الأخرى التي أدت إلى عدم وجود الحب بين الزوجين
ألم يعش المسلمون قبلنا وهم يتزوجون زواج إسلامي ..
تعارف في فترة الخطوبة .. وينتهي بتمام الخطوبة بالزواج أو بالانفصال ببساطة

المشكلة هنا ان عصرنا تغير .. وعندما أقول تغير لا يعني أنه يجب أن تتغير التشريعات الإسلامية التي هي صالحة لكل زمان ومكان
ولكن تغير وتغير الايمان في نفوسنا فأصبحنا نتهاون في الكثير من الأشياء
عندما ينفصل زوجان عن بعضهما بحجة عدم وجود الحب
أليس تعريف الحب بالنسبة للفتاة رومنسية وغزل .. لا مسؤوليات ولا واجبات ولا مشاكل
وتعريفه لدى الرجال امرأة كاملة الأوصاف وأهمها الجمال

لو لم ترى هذه المرأة تلك المسلسلات الفاسدة وتظن هنا أن الحب فقط ليالي رومنسية وأيام سعيدة بلا تعكير وبلا ضغوط الحياة وبلا وبلا
لو لم يشاهد الرجل النساء العاريات ويرى الأفلام الاباحية ويظن أن على امراته أن تكون خبيرة في جميع الأمور

هل كان سيحدث الانفصال ؟!
الزواج تجربة يخوضها الزوجان صعبة في السنوات الخمس الاولى لكنهما مع الارادة والتنازل والصبر يجتازاها بنجاح

إذا التهاون في كثير من أمورنا الحياتية أدى إلى مشكلات حقيقية وأنا هنا ذكرت مثال واحد

ثم نأخذ بعين الاعتبار الثقافة التي يستسقيها شبابنا وبناتنا من الغرب
ثقافة التعارف دون أي رابط شرعي بحجة أن هذا التعارف لربما يؤدي الى زواج
إن الزواج هو مصلحة .. ولكن هذا التعارف قد يؤدي الى وقوع الحرام
وهنا نأخذ بالقاعدة الشرعية : سد الذرائع
والتي تقول :قاعدة : درء المفاسد مُقدّم على جلب المصالح وما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم
وهذا الواقع في العالم الاسلامي .. أنه نادراً جداً أن يؤدي التعارف الى زواج
بل غالباً إلى محرمات أبسطها السهر آخر الليل على ضحك وغزل
ومن ناحية أخرى أيضاً .. لدى شبابنا واقع وهو عدم الزواج من فتاة خانت دينها وأهلها

لو كنا نعيش ملتزمين بأوامر الله تعالى بعيدين عن كل المفاسد والمحرمات
لكنا علمنا بالفعل أن فترة الخطوبة هي وقت كافي للتعرف بالطرف الآخر
ومن ثم ثبت علمياً أن النظرة الشرعية فيها فوائد علمية حيث يشعر كل من الطرفان تقبلهما أو نفورهما من الطرف الآخر

بصراحة عندما قررت الكتابة عن هذا الموضوع بعد قراءة المقال تزاحمت الكثير من الأفكار في رأسي ولكنني أكتفي بهذا القدر

أترك لكم الساحة للتعليق

،،

تحياتي